قال ابن العربي: «وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، ويكثر العمل، وتتعلق به الهمم، ويتشوق إليها الصابر، وتغلـق أبواب النار لتجزى الشياطين، وتقل المعاصي، ويصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار»
1. فيه أنزل القرآن.
2. فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين.
3. أنّ الله اختصه بفريضة الصيام.
4. فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر.
5. فيه استجابة الدعاء، والعتق من النار.
6. أنَّ العمرة فيه تعدل أجر حجة.
1- فيه أنزل الله القرآنقال تعالى: ﴿
شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ﴾
[البقرة: 185] .
قال ابن كثير: «يمدح تعالى شهر الصيام من بين سائر الشهور بأن اختاره من بينهن لإنزال القرآن العظيم»
[1] .
قال محمد رشيد رضا: «إنَّ الحكمة في تخصيص هذا الشهر بهذه العبادة هي أنَّه الشهر الذي أنزل فيه القرآن، أفيضت على البشر فيه هداية الرحمن ببعثة محمد خاتم النبيين -عليه السلام-، بالرسالة العامة للأنام، الدائمة إلى آخر الزمان»
[2] .
قال ابن سعدي: «... هو شهر رمضان، الشهر العظيم، الذي قد حصل لكم فيه من الله الفضل العظيم، وهو القرآن الكريم، المشتمل على الهداية لمصالحكم الدينية والدنيوية»
[3] .
2- فيه تفتح أبواب الجنة، وتغلق أبواب النار، وتصفد الشياطين:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (
إذا جاء رمضان فُتّحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين)
[4] .
قال أبو الوليد الباجي: «يحتمل أن يكون هذا اللفظ على ظاهره، فيكون ذلك علامة على بركة الشهـر وما يرجى للعامل فيه من الخير»
[5] وقال ابن العربي: «وإنما تفتح أبواب الجنة ليعظم الرجاء، ويكثر العمل، وتتعلق به الهمم، ويتشوق إليها الصابر، وتغلـق أبواب النار لتجزى
[6] الشياطين، وتقل المعاصي، ويصد بالحسنات في وجوه السيئات فتذهب سبيل النار»
[7] .
وقال القاضي عياض: «قيل: يحتمل على الحقيقة، وأنّ تفتّح أبواب الجنة وتغليق أبواب النار، علامة لدخول الشهر، وعظم قدره، وكذلك تصفيد الشياطين؛ ليمتنعوا من أذى المؤمنين وإغوائهم فيه»
[8] .
3- أنَّ الله اختصه بفريضة الصيام الذي هو من أفضل الأعمال المقربة إليه سبحانه وتعالى، وأجلها، فهو سبب لمغفرة الذنوب والآثام.
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (
من صام رمضان إيمانًا واحتسابًا غفر له ما تقدم من ذنبه)
[9] قال ابن بطال: «قوله: (
إيمانً) يريد تصديقًا بفرضه وبالثواب من الله تعالى على صيامه وقيامه، وقوله: (
احتسابً) يريد بذلك ليحتسب الثواب على الله، وينوي بصيامه وجه الله»
[10] .
وقال الطيبي: «يعني بالإيمان الاعتقاد بحقية فرضية صوم هذا الشهر، لا الخوف والاستحياء من الناس من غير اعتقاد بتعظيم هذا الشهر، والاحتساب طلب الثواب من الله الكريم»
[11] .
وقال المناوي: «وفيه فضل رمضان وصيامه، وأن تنال به المغفرة، وأن الإيمان وهو التصديق والاحتساب وهو الطواعية شرط لنيل الثواب والمغفرة في صوم رمضان، فينبغي الإتيان به بنية خالصة وطوية صافية امتثالاً لأمره تعالى واتكالاً على وعده»
[12] .
4- فيه ليلة هي خير من ألف شهر، وهي ليلة القدر:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه-، قال: لما حضر رمضان قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (
قد جاءكم رمضان، شهر مبارك، افترض الله عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب الجنة، وتغـلق فيه أبواب الجحـيم، وتغل فيه الشياطين، فيه ليلة خير من ألف شهر، من حُرِم خيرها فقد حُرِم)
[13] .
5- أنَّ فيه استجابة الدعاء، والعتق من النار:
عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (
إنَّ لله عتقاء في كل يوم وليلة لكل عبد منهم دعوة مستجابة)
[14] .
6- أنَّ العمرة فيه تعدل أجر حجة:
عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لامرأة من الأنصار: (
ما منعك أن تحجّي معنا؟) قالت: كان لنا ناضح فركبه أبو فلان وابنه -لزوجها وابنها- وترك ناضحًا ننضـح عليه. قـال: (
فإذا كان رمضان اعتمري فيه؛ فإن عمرةً فيه تعدل حجة)
[15] .
قال ابن بطال: «قوله: (
كحجة) يريد في ثواب، والفضائل لا تدرك بالقياس، والله يؤتي فضله من يشاء»
[16] .
وقال النووي: «أي: تقوم مقامها في الثواب، لا أنها تعدلها في كـل شـيء، بأنه لو كان عليه حجة فاعتمر في رمضان لا تجزئه عن الحجة»
[17] .
وقال الطيـبي: «أي: تقابل وتماثل في الثواب؛ لأن الثواب يفضل بفضيلة الوقت»
[18] .
[1] تفسير القرآن العظيم (1/221).
[2] تفسير المنار (2/158).
[3] تيسير الكريم الرحمن (1/ 222 ـ 223).
[4] أخرجه البخاري في الصوم، باب: هـل يقال رمضان (1898)، ومسلم في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1079).
[5] المنتقى شرح الموطأ (2/75).
[6] كذا في المطبوع، ولعلها: لتخزى.
[7] عارضة الأحوذي (3/198).
[8] إكمال المعلم (4/5).
[9] أخرجه البخاري في الإيمان، باب: صوم رمضان احتسابًا من الإيمان (38)، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب: الترغيب في صيام رمضان وهو التراويح (760).
[10] شرح البخاري (4/21).
[11] الكاشف عن حقائق السنن شرح مشكاة المصابيح (4/137).
[12] فيض القدير (6/160).
[13] أخرجه النسائي في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (2105)، وأحمد (2/230)، وعبد الرزاق (7383)، وله شاهد من حديث أنس عند ابن ماجه في الصيام، باب: ما جاء في فضل شهر رمضان (1644)، وحسّنه المنذري في الترغيب (2/99)، وقال الألباني في صحيح الترغيب (999): "صحيح لغيره".
[14] أخرجه أحمد (2/254)، وأبو نعيم في الحلية (8/257)، وقال الهيثمي في المجمع (10/216): "ورجاله رجال الصحيح"، وله شاهد عند ابن ماجه في الصيام، باب: فضل شهر رمضان (1643)، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة (604): "رجال إسناده ثقات".
[15] أخرجه البخاري في الحج، باب: عمرة في رمضان (1782)، ومسلم في الحج، باب: فضل العمرة في رمضان (1256) واللفظ له.
[16] شرح البخاري (4/438).
[17] شرح مسلم (9/ 2).
[18] الكاشف عن حقائق السنن المعروف بـ "شرح المشكاة" (5/219).
وفي فضائل رمضان أحاديث كثيرة ضعيفة. انظرها في مبحث: "أحاديث لا تثبت في شهر رمضان وصيامه".